وكنت وقتها اتردد على بعض المكتبات المتفرقة حول الفندق. وبما أنني من عشاق التجوال بين الكتب والمكتبات, سعيت للذهاب إلى شارع المتنبي وهو أكبر مكان في العراق تجد فيه الكتب والمكتبات في مكان واحد متقارب. فشارع المتنبي في تلك الفترة التي زرته فيها يبدو أنه في أسوأ حالاته, فالكتب شحيحة جداً وقديمة ما عدا بعض الكتب التي تؤرخ للأسرة الملكية الهاشمية في العراق, فبعد تحسن العلاقات العراقية الأردنية أثناء الحرب العراقية الإيرانية, حاول العراقيون أن يعيدوا الاعتبار لفيصل الأول ملك العراق الأسبق, وابنه غازي وحفيده فيصل, وهذه الكتب صدرت غالباً مجاملة للملك حسين بن طلال ملك الأردن. كما صدر في تلك الفترة كتب عن رئيس الجمهورية العراقية الأول (عبدالكريم قاسم) ومن تلاه مثل (عبدالسلام عارف) وأخيه (عبدالرحمن عارف). ومما لفت نظري أثناء تجوالي وتصفحي للكتب, أن الكتب بشكل عام هي طباعة عراقية بورق رديء, فلم اشاهد في تلك الفترة كتباً من لبنان أو شمال افريقيا ،أو الخليج العربي ، أو مصر, فجميع الكتب عراقية غالباً وذلك من حيث الطباعة. ولعل السبب في ذلك يعود إلى ظروف الحرب وحالة التقشف التي تسببها هذه الظروف. وصدف أني اخذت كتاباً يحكي المشاكل الحدودية في زمن عبدالكريم قاسم ،واخذت اقلبه وقرأت عند البائع مقدمة الكتاب ؛ وهي عبارة عن رسالة دكتوراه, فوجدته يذكر في المقدمة فصلاً يتناول فيه المشكلة الحدودية بين العراق والكويت, واخذت الكتاب لهذا السبب وبقي معي لم اقرأه إلى أن عدت إلى الرياض فاستأنفت قراءته ثم بحثت قصداً عن الفصل الذي سوف يتناول فيه الباحث المشكلة الحدودية بين العراق والكويت في زمن عبدالكريم قاسم ولم اجد هذا الفصل ابداً, فتذكرت ما قاله لي صاحب المكتبة حينما رأى اهتمامي بهذا الكتاب فقال لي بأن هذا الكتاب هو عبارة عن رسالة دكتوراه وهو بحث رصين, ثم قال لي بلهجته العراقية (يابا شايلين منه فصل).
- شارع المتنبي الرياض المالية
- شارع المتنبي الرياض اون لاين
- شارع المتنبي الرياض 82 رامية يشاركن
- شارع المتنبي الرياض دراسة لآثار التغير
- شارع المتنبي الرياضة
شارع المتنبي الرياض المالية
المتنبي القائل: «أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سأبح، وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ». نموذج شارع المتنبي في الرصافة ببغداد لا مثيل له، لكن هناك نماذج تحاكي هذا الشارع. في القاهرة، سور الأزبكية، الذي يضم أكثر من مائة مكتبة وعشرات البسطات التي تفترش الشارع وتقدم كتباً مستعملة زهيدة الثمن، توفر تنوعاً في الثقافة والأدب والسياسة والعلوم. تجربة السور هذه انتقلت إلى معرض القاهرة، هناك يشاهد الزوار جناحاً كبيراً للكتب المستعملة تحمل اسم سور الأزبكية، وهي توفر خيارات متعددة للزوار والقراء. وبالمناسبة في القاهرة عدد من الأماكن التي تباع فيها الكتب المستعملة، خصوصاً بالقرب من جامعة القاهرة، حيث توفر للطلاب خصوصاً، المراجع والكتب والمقررات الدراسية. في الرياض يقع شارع باسم المتنبي، في وسط العاصمة تقريباً، وكان يوماً من الأيام أهم الشوارع التجارية التي تستقطب المتبضعين الباحثين عن الأناقة، لكن دوام الحال من المحال؛ أنهت المولات التجارية الضخمة الدور الذي كان يلعبه هذا الشارع القصير، وبقيت البيوت المطلة عليه تحافظ على شكلها المعماري القديم، أما المحلات التجارية فأصبحت أقل عدداً وعدة... وخلال هذه الأيام انبرى عدد من المثقفين للدعوة إلى تحويل هذا الشارع إلى شارع ثقافي يحاكي شارع المتنبي في بغداد، ويحتضن مكتبات ودور نشر وباعة لتسويق الكتب المستعملة، ويتم تأهيل هذا الشارع لكي يحتضن المثقفين والأدباء عبر صالونات ومقاهٍ وأماكن تجمعهم.
شارع المتنبي الرياض اون لاين
الملاحق
ثقافة
شارع المتنبي في الرياض
الأربعاء - 8 جمادى الأولى 1439 هـ - 24 يناير 2018 مـ رقم العدد [
14302]
ميرزا الخويلدي
بين شارع المتنبي في بغداد، وشارع المتنبي في الرياض، مسافة شاسعة، لكنها تبدو موجزة وقصيرة إذا امتدّ فيها ظل شاعر العرب الأكبر، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، فبين الشارعين جمهورٌ عريضٌ هنا وهناك عاشق للأدب، ومتعطش للثقافة، وباحث دؤوب عن الكتاب. في السعودية هناك دعوة من مثقفين عبر وسائل التواصل لتوأمة شارع المتنبي هنا، مع شارع المتنبي في بغداد، لكي يصبح سوقاً رائجة للكتاب المستعمل خصوصاً، وبيئة حاضنة للتبادل الثقافي والمعرفي. عُرف شارع المتنبي في بغداد عبر التاريخ، ومنذ أكثر من ألف عام، باحتضانه للأدب والثقافة والشعر، والمكتبات، وكان سوقاً للوراقين، ومعرضاً دائماً للكتاب، وسوقاً لتداول الكتاب المستعمل، والمخطوطات النادرة، ومقصداً لأهل الثقافة والباحثين عن كتاب نادر، أو مؤلف عريق، أو لمجرد المتعة الثقافية والمعرفية. أصبح هذا الشارع معلماً مهماً في العاصمة بغداد، يمنح المدينة عبر تاريخها القريب والبعيد المسكون غالباً بالخوف، يمنحها روحاً وفكراً وطمأنينة، كما تمنحها دجلة حياة تتجدد كل يوم.
شارع المتنبي الرياض 82 رامية يشاركن
الخميس 20 صفر 1439هـ - 9 نوفمبر 2017 م - 18 برج العقرب
قال لي البياتي إنه أدرك شارع المتنبي في أزهى عصوره، و إن الباعة فيه كانوا مثقفين جداً ومطلعين على أغلب ما يبيعونه من كتب ، ثم أردف البياتي ذلك قائلا: (لكن الأحوال الآن تغيرت كثيراً عن الماضي)..
في عام 1989 م سافرت ضمن وفد مسرحي كإعلامي للمشاركة في مهرجان المسرح العربي في بغداد. وكنا نشارك وقتها في مسرحية (البطيخ الازرق) ؛وهي من تأليف الأستاذ (محمد العثيم) وإخراج المخرج التونسي (عبدالغني بن طارة), وكانت من بطولة الفنان القدير (عبدالعزيز الحماد) رحمه الله. وكان الوفد الإعلامي المصاحب للفرقة المسرحية والتي كانت برئاسة الاستاذ (إبراهيم الحمدان) يغطي جميع مناطق المملكة. فكان من جريدة المدينة (عدنان جستنيه) وكان من جريدة اليوم الزميل (مبارك العوض) ، وكان من جريدة الرياض محدثكم. وكان من أمتع الأوقات التي قضيناها في ذلك المهرجان هو الحديث الجانبي الذي كان يدور في بهو الفندق, فتعرفت وقتها على فنانين من الكويت والبحرين والإمارات ومصر وتونس, اضافة إلى بعض الصحفيين الذين كنا نقرأ لهم ولم نتصل بهم بشكل مباشر إلا في هذا المهرجان. يضاف إلى ذلك ما كنت احضره من حفلات السمر التي كانت تقام في الفندق من مجموعة الفنانين.
شارع المتنبي الرياض دراسة لآثار التغير
ولم افهم سبب ازالة هذا الفصل عنية! إلا بعد ثمانية شهور تقريبا حينما دخلت القوات العراقية ، واحتلت الكويت ظلماً وعدواناً, حينها فهمت أن التخطيط لدخول الكويت كان مبكراً. المهم انني كنت أعجب لسمعة هذا الشارع الثقافية, إلا انني في ذلك العام لم اجد إلا ورقيات تبيع المستلزمات المدرسية ، وبعض الكتب الهزيلة, أي نعم يوجد كتب (لجبرا إبراهيم جبرا) وبعض كتب التثقيف الحزبي التابعة لحزب البعث والغالب على الباعة لأنهم من احداث الاسنان. فلا يوجد ذاك الجيل الذي كنا نقرأ عنه مثل (قاسم الرجب) صاحب مكتبة المثنى. أما المجلات فكان الموجود منها ما يتيسر من أعداد مجلة أقلام أو مجلة التراث الشعبي ، أو مجلة المورد, وجميعها تصدر في العراق. لقد كان الكتاب في العراق في تلك السنوات منخفض الثمن جداً، وكان يكتب سعر الكتاب على الغلاف, واذكر انني اشتريت كتاب عبدالكريم قاسم بما يقارب سبع مائة وخمسون فلساً أي ما يقارب الثمانية ريالات. حتى الصحف العراقية في تلك الفترة دون المستوى الإعلامي المطلوب فنوع الورق رديء جداً وحجم الصحيفة لا يتعدى الثماني صفحات. واذكر انني تابعت المسير في شارع المتنبي لعلي اجد وجهاً ممن كنا نقرأ لهم إلا أنني لم اصادف أي شخص.
شارع المتنبي الرياضة
يشار إلى أنه كان لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة السبق في مفهوم نقل المعرفة والاطلاع في الميادين العامة خارج نطاق القاعات المغلقة، واكتسب هذا المفهوم حيز الأولوية لدى القائمين على المكتبة، باعتباره عاملا رئيسا ومؤثرا في تعزيز الوعي بأهمية القراءة والاطلاع الحر، فكان من ذلك جملة مشاريع ومبادرات وبرامج نوعية، منها مشروع المكتبة المتنقلة في المتنزهات والأماكن، الذي أطلقته المكتبة بالمشاركة مع أمانة منطقة الرياض. وانطلاقا من إدراكها لحجم مسؤوليتها الثقافية والفكرية، لم تتوقف مكتبة الملك عبد العزيز عن صياغة كافة الأفكار الرامية إلى تعميق الحس القرائي وتجذيره في الوعي المجتمعي، وبلورتها بما يخدم هذا التوجه العظيم، المتسق مع أهداف وبرامج "رؤية المملكة 2030"، حيث حرصت المكتبة على الأخذ بكل الأسباب الكفيلة بإنجاح هذا المسعى، ومن ذلك فتحها المجال للتواصل مع شرائح المجتمع والنخب الثقافية، بهدف الاستماع لمقترحاتهم وآرائهم الانطباعية، باعتبارهم شركاء رئيسين في أي منجز ثقافي وحضاري يتحقق، إلى جانب الجهات المعنية بالشأن الفكري والثقافي.
حملة مطالبات
وبين الفينة والأخرى، يشهد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حملات متعاقبة من أجل ترويج فكرة استنساخ سور الأزبكية بالقاهرة في الرياض بمشاركة مئات الناشطين. المواطن سلطان غرّد بالقول: "نريد شارعًا للآداب والفنون شارعًا ثقافيًا، يتوفر على مقاهٍ ثقافية ومعارض للفنون ومكتبات، نريد مكانًا للمهتمين بالفكر والفلسفة والآداب، فيه ندوات محاضرات ومكان للقاءات مع المفكرين والأدباء، هناك اهتمام بالكل في المملكة ولكن هذه الفئة تعاني من التهميش". الواقع يتحدث
ومع اتقاد الفكرة واشتعال التغريدات، شهد الشارع مبادرة لطيفة من مجموعة ناشطين غرّدوا بصور لبسطة "الثقافة"، أملًا بأن تكون الخطوة الأولى لاستنساخ الأزبكية ومتنبي بغداد. ودعا البعض ، أصحاب رؤوس الأموال والشركات إلى المساهمة في بناء هذا الحلم، إذ قال مبارك عبدالله، إنّ "الفكرة ثقافية نهضوية ترفيهية اقتصادية، يغلفها العلم وتقودها المعرفة.. هل من قابض لهذا المشعل نافع لوطنه واثق بعلمه؟". وكتبت عبير: "فكرة رائعة، ويا ليت يكون الديكور مناسبًا، ومبادرة مني سأتبرع بمجموعة كتب ومجلدات صدقة عني وعن والدي". وأمام هذا الشغف الكبير الذي يبديه المواطنون بالكتب، هل ستوافق أمانة الرياض على أن يكون هذا الحلم مشروعًا حقيقيًا يجذب الناس من مختلف مناطق المملكة والدول الخليجية إلى العاصمة الرياض؟